بسم الله الرحمن الرحيم .
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله كما لا نهاية لكمالك وعد كماله .
ترجمة الشيخ عبد القادر بن محمد المعروف ب : سيدي الشيخ رضي الله عنه .
هو قطب زمانه وفريد أوانه الولي الصالح السالك العارف الكامل الواصل الوارث صاحب المقام الرفيع في العلم والورع والتربية و التصوف، ازداد حوالي سنة 940 هجرية ( 1533م) بنواحي الشلالة الظهرانية بولاية النعامة حاليا بالقطر الجزائري الشقيق. ولد من عائلة عريقة شهيرة بالعلم والصلاح والزهد والولاية و النسب الأصيل الذي يرتفع إلى خليفة رسول الله وساعده الأيمن سيدنا أبي بكر الصديق، نسب أهله للسير بعيدا في المجال الرباني، " ذرية بعضها من بعض".((6))
ـ أما والده فهو سيدي محمد بن سليمان أحد الإخوة الستة الذين خلف سيدي سليمان بن بوسماحة، وهم على التوالي بالإضافة إلى سيدي محمد الآنف الذكر، سيدي أحمد المجذوب دفين عسلة ضريحه بها مشهور جدا، سيدي عبد الله دفين بني ونيف بقرب أبيه، سيدي التومي دفين الأبيض سيد الشيخ قبره معروف يزار. كما تحكي بعض الروايات أنه خلف ابنا آخر لم يعقب اسمه سيدي بلمصابيح وابنا آخر استقر بالمغرب تحمل ذريته لقب آيت بوسماحة. كما خلف بنتا واحدة هي السيدة صفية دفينة صفيصفة، جدة قبيلة شرفاء أولاد نهار وأم الولي الصالح سيدي يحي بن صفية دفين تيارت بالجزائر. وقد عاش سيدي محمد بن سليمان طوال حياته متنقلا بنواحي الشلالتين إلى أن مات ودفن بالشلالة الظهرانية وضريحه بها شهير
ـ أما جده سيدي سليمان بن بوسماحة فهو العالم النحرير وقطب الولاية الشهير، عاش في القرن التاسع الهجري، حفظ القران الكريم مبكرا وتلقى العلم بغرناطة قبل احتلالها من طرف الإسبان حيث تضلع في علوم الحديث (خصوصا في صحيح البخاري) وبرع في (علوم التوحيد وغيرها من علوم الشرع)، ثم انتقل إلى فاس التي قضى بها مدة سبع سنوات في التعبد والإمامة والتدريس بجامع القرويين، ثم انتقل بعد ذلك إلى مراكش لنفس الغاية قبل أن يحط الرحال في النهاية بفجيج التي كانت آنذاك منارة للعلم والتصوف، حيث تسلم بها إمامة المسجد العتيق وتربع على كرسي التدريس ست سنوات كاملة. وقد برهن بجدارة على استحقاقه لهذا المنصب رغم الضغوط التي كان يتعرض لها من قبل كبار علماء فجيج الذائعي الصيت آنذاك . وقد حبته العناية الإلهية بصحبة القطب الرباني الشهير الجامع بين الشريعة والحقيقة سيدي أحمد بن يوسف الراشدي الملياني الذي تخرج على يديه بتفوق في مدة وجيزة على إثر قصة المذابيح الشهيرة التي امتحن فيها الشيخ الملياني تلاميذه الذين كان يربو عددهم على 400 ولم يجتز الامتحان بنجاح سوى سبعة. ومفاد القصة أن الشيخ الراشدي أعلن للتلاميذ أنه نظرا لقلة ذات اليد في تلك السنة فكر في أن يضحي يوم عيد الأضحى على التلاميذ فليكونوا على استعداد .وكان قد أحضر جزارا لهذه المهمة وأطلعه على ما عليه أن يقوم به، ثم أحضر مجموعة من الخرفان خفية وأمر بإحضار أول تلميذ إلى السطح ليذبح. وكان سيدي سليمان بن بوسماحة هذا أول متطوع. فذبح الجزار خروفا ولطخ ثوب التلميذ بالدم ورماه على مرأى من باقي التلاميذ ثم أهرق باقي الدم من الميزاب. وقد أحدث هذا الفعل رعبا شديدا في باقي التلاميذ الذين لم يثبت منهم إلا ستة آخرون وهم على التوالي سيدي محمد بن عبد الرحمان السهلي وسيدي محمد بن عبد الجبار الفيجيجي وسيدي أحمد بن موسى الكرزازي وسيدي أحمد بن موسى البريشي وسيدي يعقوب وسيدي بودخيل القادري((7)) ومن المفارقات العجيبة أن لسيدي عبد القادر بن محمد مبدع الطريقة موضوع الترجمة صلات متعددة بالمذابيح . فأما أول المذابيح فهو جده المباشر سيدي سليمان بن بوسماحة .وأما ثاني المذابيح سيدي محمد بن عبد الجبار الفجيجي فهو من جهة شيخ أبيه، ومن جهة أخرى تربطه به شخصيا عدة روابط ككونه شيخه في العلوم الشرعية وصهره جد ثلاثة من أبنائه، سيدي محمد وسيدي التومي وسيدي بن عيسى . وأما الذبيح الثالث سيدي محمد بن عبد الرحمان السهلي فهو شيخه الخاص الذي فتح الله له على يديه .كما له أيضا علاقات أخرى مع سيدي بودخيل وسيدي أحمد بن موسى وهما أيضا من المذابيح. وهكذا ظل الصلاح مستمرا في سلسلة أجداده، خصوصا في المرحلة المغاربية منها، ابتداء من سيدي معمر بن سليمان أبو العالية الذي كان أول من دخل المنطقة قادما من تونس دفين العباد بتلمسان، والذي يوجد له مقام شهير بقرية اربة إلى جانب أضرحة حفدته الذين تعاقبوا على المشيخة من بعده، وهم على التوالي السادة: عيسى وأبي ليلة وأبي الحياء .ويعتبر سيدي عبد القادر بن تصديقا لإحدى مكاشفات الشيخ سيدي أحمد بن يوسف الملياني((
) الذي نظر ذات يوم إلى تلميذه آنذاك سيدي سليمان بن بوسماحة، ـ جد سيدي عبد القادر بن محمد ـ وقال له سيخرج منك نور ويخرج منه نور آخر يملأ الدنيا كلها . فكان النور الأول هو ابنه سيدي محمد بن سليمان الذي سبق التعريف به، أما النور الثاني الذي ملأ الدنيا فهو سيدي عبد القادر بن محمد. وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث يقول " اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله((9))"
ويحمل سيدي عبد القادر بن محمد لقب سيدي الشيخ الذي أصبح اسمه الشائع حتى صارت ذريته تسمى بأولاد سيدي الشيخ . ويعود سبب حمله لهذا اللقب إلى كرامة متواترة مفادها أن امرأة محبة للشيخ سيدي عبد القادر بن محمد سقط ابن لها ذات يوم في جب، فنادت مستغيثة بأعلى صوتها "يا القادر يا عبد القادر". (10)فإذا بشخصين يحملان معا اسم عبد القادر يهبان لإنقاذ الطفل .أما أولهما فكان شيخ المرأة سيدي عبد القادر بن محمد الذي أعد يده للطفل من الأسفل قبل أن يسقط في الماء . وأما الثاني فكان القطب الشهير مولانا عبد القادر الجيلاني الذي سارع لإمساكه من الأعلى . ولما لاحظ هذا الأخير أن الطفل مستقر في يد شخص آخر، علم أنه أحد الأولياء هب بدوره لإغاثتها، لعلمه أنه لا يقوم بهذا الدور إلا شيخ كامل. ولما تبين له أنه يشاركه في الاسم توجه له قائلا: "ميز اسمك عن اسمي يا شيخ”، فأجابه سيدي عبد القادر بن محمد بقوله: لقد شرفتني باسم الشيخ الذي سأحمله من الآن فصاعدا ". وهكذا تمت له الشهرة بهذا اللقب على حساب اسمه الحقيقي عبد القادر.
قد اتسعت شهرة سيدي عبد القادر بن محمد اتساعا عريضا وبلغت شهرته آفاق الدنيا. وفي هذا الصدد يذكر:
الأستاذ بنعلي بوزيان في كتابه الجميل، فجيج في عهد السعديين ص 237 ما يلي:
" في نصوص السكوني وابن أبي محلي مؤشرات ومثيرات تؤكد أن زاوية الشيخ عبد القادر السماحي قامت على قاعدة بشرية عريضة جدا، غطت جميع الشرائح الاجتماعية المتفاعلة في فجيج وامتداداتها، بل إن شهرتها تجاوزت هذه الحدود إلى تافلالت وتادلا، وأقصى جنوب المغرب، وتعدتهما إلى خارجه ـ والأهم ـ أيضا ـ أنها كانت أكثر تنظيما من أي زاوية في المنطقة كما سنرى." وذات الحقيقة يؤكدها خصمه اللدود بقوله:
"..ثم استمر الحال على هذا الظن الجميل به، والثناء الجليل لظاهر صلاحه في عيني، في كل قبيل حتى انتشر وذاع صيته وامتلأت به البقاع" (عن مهراس الرؤوس).
وقد خلف سيدي عبد القادر بن محمد من الذكور ثمانية عشرة ولدا لم يخلف منهم سبعة، كما خلف ومجموعة من البنات. والمعقبون هم على التوالي دون ترتيب السادة الأفاضل الكرام:
الحاج بحوص ـ الحاج عبد الحاكم ـ الحاج أحمد –- الحاج إبراهيم - سيدي امحمد عبد الله- سيدي عبد الرحمان- الحاج بن الشيخ ـ سيدي التاج -سيدي المصطفى -سيدي بن عيسى - سيدي الدين .
وتتكون قبيلة أولاد سيدي الشيخ الكبرى التي تنتشر في أقطار المغرب العربي عموما وبالمغرب والجزائر خصوصا من خلف هؤلاء الأبناء 11.
ويرتفع نسب سيدي عبد القادر بن محمد كما قلنا إلى سيدنا أبي بكر الصديق وإليكه أخي القارئ كامل:
هو سيدي عبد القادر بن محمد بن سليمان بن بوسحامة بن أبي ليلى بن أبي الحياء بن عيسى بن معمر بن سليمان أبو العالية بن سعيد بن عقيل بن حفص حرمة الله بن عساكر بن زيد بن حميد بن عيسى التادلي بن محمد الشبلي بن عيسى بن زيد بن يزيد بن الطفيل الزغاوي بن صفوان بن محمد بن الصحابي الجليل سيدناعبد الرحمان بن الصحابي الجليل والخليفة الأول لرسول الله صلى الله عليه وسلم سيدنا أبي بكر الصديق، واسمه عبد الله ويلقب بالعتيق بن عثمان ويلقب بأبي قحافة بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة، وفي مرة يلتقي نسبه بالنسب الشريف لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وعندما أحس سيدي عبد القادر بن محمد باقتراب أجله عهد بالمشيخة بعد وفاته لابنه الثالث في الترتيب سيدي الحاج أبو حفص، مشيخة تقلدها قرابة 46 سنة بعد والده، إذ كانت وفاته سنة 1671م كما أكد ذلك العياشي الذي كانت له به صلة قوية. ولما مات هذا الأخير عهد بها إلى أخيه سيدي الحاج عبد الحاكم، الذي كان يراه أهلا للمشيخة من بعده، رغم أنه خلف 9 أولاد. أما سيدي الحاج عبد الحاكم فعهد بها إلى ابنه سيدي أبي حفص الحاج الذي كان مشهودا له بالفضل والصلاح. إلا أن أبناء عمه، حفدة سيدي الحاج أبي حفص الإبن طالبوه بها بإلحاح باعتبارها كانت عند أبيهم مما اضطره إلى إرجاعها لهم والهجرة بنفسه إلى الديار المصرية حيث استقر إلى أن وافته المنية هناك. وبقيت المشيخة في أولاد سيدي الحاج بحوص إلى أن وصلت إلى سيدي حمزة بالصبيعات الذي سلمها صاحب وقته وشيخ زمانه، الذي ستتجدد على يديه، إنه الشيخ المجاهد سيدي محمد بن العربي الملقب بالشيخ بوعمامة الذي سنتطرق إليه في أوانه.
وقد تطرق للتعريف بسيدي عبد القادر بن محمد مجموعة من الكتاب سواء القدامى منهم أو المعاصرون، وسواء المحبون منهم أو المناوئون، وسواء المسلمون منهم أو الأجانب.
ـ أما من القدامى فنذكر منهم:
ـ الإمام العياشي في رحلته الشهيرة التي قام بها بعد مدة قصيرة من وفاة الشيخ. وقد تحدث فيها بإسهاب خصوصا في حق نجله سيدي الحاج أبي حفص الذي كان معاصرا له بينهما صحبة خصوصا إلى الديار المقدسة.
ـ الشريف الإدرسي الحسني الوكيلي الوجدي الشهير بيوسف الفاسي الذي زاره شخصيا ووقعت له معه كرامات يحكيها في مؤلفه ملتقط الرحلة من المغرب إلى حضرموت في الفصل التاسع تحت عنوان: في وادي تفلالت ووادي فقيق.
ومما قاله في هذا الصدد:
وكان خبر هذا الشيخ (يعني سيدي عبد القادر بن محمد) يصل إلي وأنا في مدينة فاس، وكنت نتمنى لقاءه لما يوصف لنا من أحواله...
ويحكي بعد ذلك أنه عندما أقبل عليه في مجموعة من الزوار قرر أن لا يخبر أحدا بنسبه ولا يدخل على الشيخ ضمن الزوار قائلا في نفسه، إن كان هذا الرجل شيخا ربانيا كما يذكر فقراؤه، فسيطلعه الله على حالي. وهذا ما وقع بالفعل، إذ سأل عنه الشيخ الزوار قبل أن يخبروه به قائلا: أين الشريف الذي جاء معكم....
ثم يحكي بعد ذلك كلاما طويلا وجميلا في حق الشيخ سيدي عبد القادر بن محمد حتى ذكر أن الشيخ أقسم له قائلا:
والله ما تحركت ولا سكنت إلا وعيني عليك...(يعني خلال رحلته من فاس إلى فقيق).
ثم يذكر أنه أحسن وفادته كثيرا وزوده بأذكار خاصة ثم ودعه بعدما هيأ له زادا وملابس تليق بمقامه.
ومن الأمور الجديرة بالذكر ما ذكر في الفصل الحادي عشر من أن الشيخ قال له:
" الوعد الذي بيني وبينك جبل الطور في مسجد موسى صلاة المغرب وحدد له ليلة معينة....."
ـ أما أهم مرجع خاص يتحدث عن سيدي عبد القادر بن محمد فهو كتاب المناقب تحت عنوان: تقوية إيمان المحبين، لصاحبه العلامة الشريف سيدي أحمد بن أبي بكر بن عبد الرحمان السكوني الفقيقي. وتتجلى أهمية هذا الكتاب:
ـ في كون صاحبه كان معاصرا لصاحب الترجمة حيث ألفه بعد حوالي 30سنة من وفاة الشيخ.
ـ في كون مؤلفه ينتمي إلى عائلة شريفة عريقة لها وزن كبير في العلم والصلاح في الأوساط الفقيقية.
ـ في كون مؤلفه ينتمي للطريقة السكونية التي تولى مشيختها في وقت من الأوقات الفقيه الثائر أحمد بن أبي محلي الذي ناصب سيدي عبد القادر بن محمد عداء شديدا لظروف لا يسمح المجال لبسطها بعد ما كان أخص تلامذته وشديد القرب منه حتى المصاهرة.
ـ في كون المؤلف كان من المفروض أن يكتب عن شيخه ابن أبي محلي بدل أن يكتب عن سيدي عبد القادر بن محمد، لكنه أبى إلا أن يناصر الحق ويعرف بأهله.
ـ وفي كون المؤلف اكتفى بجمع ما كان يروج من أخبار الشيخ بحاضرة فقيق، حيث كان أعداؤه أكثر مكن محبيه، ومع ذلك قد بلغت مائة وأربع وخمسين منقبة.
ـ في كون أكثر أخبار الشيخ ومناقبه كانت تتداول آنذاك خارج فقيق بنواحي الأبيض حيث مريدوه ومحبوه وزاويته الكبرى وأين قضى معظم بقية حياته، مناقب لم يتيسر للمؤلف جمعها.
لهذه الظروف مجتمعة وسواها تتجلى أهمية هذا الكتاب. وعليه، تعالوا معنا نقتطف نزرا قليلا من منقبة واحدة فقط، تطرق فيها لخصال الشيخ ومزاياه حيث يقول في المنقبة رقم 35:
" ومن أوصافه رضي الله عنه ونفعنا به وبسيرته وما كان عليه من الأخلاق الحميدة، كان رضي الله عنه تائبا ورعا زاهدا صابرا صادقا حسن القصد راضيا عن الله ورسله موحدا عارفا مداوم الذكر مفوضا ذا حياء حزينا يحب العلماء والشرفاء وأهل الدين، يتلقاهم بالإكرام والمحبة والبشاشة، ويتلقى القاطعين بالدعاء والإكرام والموعظة، حامدا لمولاه خاشعا راجيا محسنا ظنه في مولاه ذا أنس ذا رأفة ذا سخاوة، سخاوته تضرب بها الأمثال مداوما على الأعمال الصالحة، ذا خلوة ذا إيثار، متفكرا في أمور مولاه، ذا همة عالية، منعزلا عن الناس غالبا، ملازما للجوع مداوما على الصوم قليل النوم ....قنوعا بما قسم الله له مؤدبا سهل الملتقى ذا خلق حسن ناصحا لله ولرسوله ولعامة المسلمين، آمرا بالمعروف ناهيا عن المنكر ذا هيبة في النفوس موافقا للسنة، وكان رضي الله عنه أكثر كلامه لوائح دون تصريح، أعجوبة زمانه ونخبة عصره وأوانه....."
ويستطرد في كلام جميل وطويل في ذكر مجموعة من خصال الشيخ الحميدة إلى أن يعقد مقارنات في مجالات مختلفة بينه وبين تسعة عشرة قطبا من كبار المشايخ والعلماء، من أمثال سادتي الكرام: الملياني وزروق والشبلي والجنيد وابن مشيش وأبي العباس المرسي وأبي الحسن الشاذلي وأبي يعزى بل وأويس القرني وغيرهم.
ولما كان المقام لا يسمح بأكثر من هذا، نترك المجال للقارئ الكريم ليطلع على ما في الكتاب المذكور من كنوز ثمينة تتعلق بأخبار الشيخ صاحب الترجمة.
ـ أما من القدامى المناوئين فنكتفي بذكر
الفقيه الثائر أحمد بن أبي محلي الآنف الذكر، الذي كتب سيلا من الكتب في محاولة التنقيص من الشيخ والنيل من عرضه، كتب تغني عناوينها عن الاطلاع على مضامينها، كالمنجنيق ومهراس الرؤوس والإصليت الخريت في قطع بلعوم العفريت النفريت وسم ساعة وغيرهم. لكن جميع دعاوي ابن أبي محلي وأباطيله لم تزد الشيخ سيدي عبد القادر بن محمد إلا شموخا وعزا، ولم تزد القبائل إلا التفافا حوله. و نهاية ابن أبي محلي المؤسفة على أسوار مراكش على يد الأمير زيدان معلومة لا تحتاج إلى تذكير.
يتبع بحول الله .