كانت الولاية الثالثة بقيادة العقيد عميروش آيت حمودة في الفترة ما بين أكتوبر 1957 وفبراير 1958 مسرحا لعملية اختراق خطيرة، نفذتها المخابرات الفرنسية بمساعدة عناصر عميلة من منطقة العاصمة·
وقد تمت عملية الاختراق عبر المنطقة الرابعة من الولاية ـ المجاورة للمنطقة الأولى من الولاية الرابعة ـ وكان على رأسها يومئذ النقيب حسن محيوز·
عرفت هذه العملية لاحقا ''بالمكيدة الزرقاء'' وهي من تدبير المكتب الثاني للفرقة العاشرة للمظليين، وتنفيذ العقيد فودار ومساعدة النقيب ليجي اللذين نجحا في قلب بعض المعتقلين من منطقة العاصمة أمثال حسن فندريش وهاني وعليلو·· الخ·
العملية في حقيقتها عملية اختراق تقليدية، تمثلت في تسريب معلومات ملفقة إلى مجلس الولاية الثالثة، بهدف إثارة الشبهات حول أشد المجاهدين مراسا وأخطرهم في مواجهة جيش الاحتلال، بالاعتماد أساسا على قوائم مصالح الأمن التي تعرف بعض الحلقات من المسار النضالي للمجاهدين المستهدفين·
ورغم خبرة عميروش وتجربته النضالية الطويلة، فقد انطلت عليه بعض خيوط هذه المكيدة الخطيرة، نتيجة اختراق مصالح الاستعلام والاتصال ذاتها! وقد تم اكتشاف هذه العملية في أواخر فبراير 1958، وبعد تحقيقات عنيفة ''واستنطاقات صارمة'' برز فيها اسم النقيب محيوز، استغرقت حوالي خمسة أشهر، أعد قائد الولاية تقريره حول العملية المرسل في 3 أوت من نفس السنة إلى لجنة التنسيق والتنفيذ وإلى قادة الولايات الخمس الأخرى· وقد اعتمدنا على نسختين من هذا التقرير:
- النسخة المرسلة إلى قائد الولاية الثانية العقيد علي كافي والمنشورة في مذكراته (دار القصبة 1999)·
- النسخة المرسلة إلى قائد الولاية الرابعة العقيد امحمد بوفرة والتي نشرها النقيب ليجي في مذكراته: Aux Carrefours De La Guerre, Albin Michel, Paris 1983