** نماذج من خواطر الكاتب/ الشيخ قدور بن علية **
إلى خطيبة أديب
أخـتـاه ،،لستُ أدري كيفيـةً أدعوك بها للسفر ،، للسفر معي على صَهْوة هذي البَـنَاتِ الفكريهْ ،، تريْنـني مخاطبا طائع بناني أن تشجع ،، كفاك خَفَراً ،، هيّا قُل مكنونك وانصرف ، فالفـتاةُ مُتفتّحهْ ،، مُتـعلّمهْ ،، هي ذي مُواصفاتها التي اعتقلتْ فِكرَ سميرك بالليل ، تمعّـنْ كم هي فاتـنـهْ ، أفصحْ ، هي ذي خطيبتُهْ !!أختاه ،، اعذريني ، عن خبر خِــطْــبَتِكِ لا تَـسَـليني ، قد أكـون استرقـت النّبأ العظـيم من أحد رفوف قلبك النابض فُـتُوّهْ ،، لستُ مريدا إزعاجـــــك بتـساؤلات عن الأسـاور وخَــشْخَشَـاتِهَا ،، عن الخواتم وبريقها ، وعن لآلـي العِقد التي تزيد جيدَكِ جاذبيّـهْ ،، لستُ لافتا نظري إلى ما عَلِـقَ بالطّـبْلتيْن من سميك أقراط الخالص المُصْـفَرّ ، ولا سائلا إيّاك عن الفساتين ومواطن " الموضهْ "،، فَروحُ الذي لامَسَتْ كفّاهُ كَـفّيــْـكِ ، أنفــسُ مما تذكّر القـــلم ، وسُمــعتُه ـ يا رَعَتْكِ الــقوافي ـ شاهقة ٌ ، باسقـهْ ، لم تَطَلْـهَا أحاديـثُ نِســوة المدينهْ ، حين عصفت عاصفة الخبر في أزقّة الآل والجيران وكافة السُّــبُــل !!أخـتاه ، يا حمامـة سميري و شاغلي ،،لقد اختاركِ وكفى،، اصطفاك في لحظة من لحظات صَـفائهْ ، كنتِ اللقطة الوحيدةَ في شريط آلتهْ، حمّضها، إستخرجكِ مُكبّرة الحجم مرتيْن ،، إبـتاع إطاريْن ضارع لونُـهما لَـوْنَ تُفاحتـيْ خدّيْـكِ ،، وضعـهما على جانبَــيِّ السّرير ، كي يرمقك حين ينقلب يَـمْـنَـهْ وتكتحل عيناهُ بعيْنيْكِ أوان انقلابه يَسْـرَهْ !، أضحيتِ تقتاتين قُـوتَ خَلَدِه ، تؤرقينهْ ،، توقظينه وشخصُك في صفة طيفٍ ، وتُربّتين عَـليهْ ،، تُربّتين ابتغاء غفوة منه ، كَيْمَـا يصحو ، فيَراك قصيدةَ شعرٍ رائعةً زَمَنَ تغدين ، وباقةَ نـثرٍ عطرةً حين تروحين !!بربّـكِ أخـتاه ، خَـفّضِي صوت آلـة التسجيل فدويّها كفيل بجـعلك لا تقرئينني ، قد تَضَلِّين طريقك إلي ،، ادخلي معي بَهْـوَ كل عـبارة أرتادها ،، حيّـي معي كل لفظة صادفتنا ، فقد تكون عِـلَّـةَ رهافـــــة حـسّ الخـطيب الذي رأى فاقتنـع ، فـتـقدّم ..لقد عَهِدْتّهُ " دَهْـرَ " العزوبية جوّالاً ، للشعر قارضا ، وللأقاصيص كاتبا وحلاّلا ، ألِفتـهُ ـ يا أخيّةُ ـ للصفحات مُورّقا ، للنصوص، للـعناوين ناقدا و بدّالاَ، عرفـته للـعقول المُبصرات مُطاردا ، وللثقـافات مُمـحّصا و ختّالاَ ،، تشخّصت فيه كلَّ تواضع وهـدوءٍ ، لأجـل ذا،ستريْنه لا يرغب الفوضى ـ حين الإبداع ـ لا يرغب " السؤالاَ " ..أخـتاه ،،إن دخولك فِـرْدَوْسَ التاريخ ، سيتوقف على مدى التضحية التي بها تجودين ، على عدد القربان التي تُـقَدّمين ،، لست أبغي رؤية قصائده باكية تستعطف مواقفك ،، لست أبغيها مخطوطاتِه مُداسةً بأرجل الوِلْدَانِ أو مبعثرهْ ،، ولست متوقعا ولا ظانّا شفتـيّ وقريحتي يُردّدن ذات يوم:ــــ رحم الـله فُلانا ، ألهمني ربّي وذويـه صبرا وسُلـوانا !!فلتعلمـي ـ يا أنت ـ أن خاتم ( الكلمهْ ) الذي تقلـدتِّ ، يـعني التزامك الكليَّ بصَوْنِ صاحب الكلمة الحقّـهْ ، ولْتتّقي الله فيه، فَـرُبـّما باحت بمكنونها الأجيال اللاحقه :ــــ كم هي عظيمة قرينة هذا الكوكب الساطع ،، تناست أغلب ما عليه تجاهها من حقوق ،، لأجل إسعاد قُـرائـه ،، لأجل هذا الخلود !!ويضيــفون:ــــ حكمة حكيمة تلك القائلهْ : أن وراء كل امريء عظيم امرأة عظيمهْ !!أخــتاه ،،فلتعتبري خطابي هذا إكـليل وَرْدٍ في غـير أوانـه ، وإن كنتُ عليما أن بَـيْـتَكِ قد استحال إلى غرفة استقبال ، اسـتقبال حَـمَـلَـةِ الأكاليل من كلّ فجّ ،، جاءوا ليحضروا مَراسِمَ تعيينك ، ليَرَوْكِ وأنت تمضين ـ باسمة الثغر ـ محضر تنصيبك حارسة من حارسات العظمهْ ، فَلْتبتسمي في وجه كلّ حامل إكليل ،، دعي سؤالك عن جنسيته والمَوطن ، دَعيـه يا أخيّـهْ ،، كفى بك دراية أنهم كافتَهم شجرةٌ منها الخطيب انحدر ،، وأكـرمــي به من خـطـيـب .الأبيض سيدي الشيخ في: فبراير 1988* نشرت بجريدة الجمهورية ( ركن أدب وفكر ) في:20/03/1988 * بأسبوعية أضواء ( ركن مسالك الإبــــــداع ) في: 10/11/1988********************************************
كيف أغفو !! ؟؟؟
شُروطُـكِ هدوء ، قَلَمٌ ، فأوراقٌ مُـتَـيّـمَة ٌبِفِكر، بعناق نُهًـى مُناره ،، عوّدك الألـى عرفوكِ بتطــويق جيدِك بلؤلؤ الكَـلِم ،، بذكـر صرعاكِ ، بذكرهم تزدادين تمنّعا و دلالاَ !! لستُ أدري أيَّ لون من الأقلام وَدَّ سُلطانك ؟؟ ولا أية لحظة صفاء حاصرها الزمن نطق بها وَلِـيُّـك ؟ ولستُ واجدَني ذا حَوْلٍ على تَــــوْريقِ مــنجد النوم هذا الضخم ، لأركض وراء كيفية أغفو بها ، حينما تَـــقِفين مني موقف الخجولة وتُشيرين ،، وتُشهرين الفتـنـــهْ !!وِسادتي الوديعـهْ ، تنزف غضبا ما آن له أن يُغمد ، تُهدّدني بأبغض الحلال ، غطائي يرفع دَعْواهْ ، يُحاكمني ، طـاولـتي، كُتبي التي أحببتها، دَفَاتِري ، تأبى الإمضاء على عقد نومٍ لا يفوق مَدار ساعهْ ،، تـمـدّ يُمـناها في حَـضْرتي مُصافحةً ذيّاك السّمر ،، ذيّاك الوجع ،، هو ضربٌ من الضّنى إن أنتِ بادرتِني بعدد خِتامي لِلَـيَالٍ كنتُ أجبرتها ـ والليل يُناجي الظُّلمهْ ـ ، أجبرتها على اختلاس بَعْضِ أوصافك، بعضِ فِتْنَتِك ، وقليلٍ من ضِحْكَاتِ ثغرك !!غُموضُك سيّج حدائقي، أوقف خريرَ جداولي، أخرس عنادلَ أشجاري ، ألم تَلْحَظي بَعْدُ ـ يا فاتِنتي ـ أنّي حالَ ما ألقاك ـ والحالكُ ثالثُـنا ـ أراكِ ترتدين الحُـمْرَهْ ، كأني بك ذاتي حين التّـورط في جُنحة اليأس ،، وألـقـاك مُضيئة المُحيّا ، لا يفـتأ كيانُك يُـغـويني بالخوض معك في حُلْوِ الحديث و ألذّهْ ،، وأرى بَعْضي يهمس في مسمع بعضي يقصّ تفاصيل حـكايتك ،، حكايةِ عدمِ احتـــرامك جماركَ العقول ،، تسترقين عُملةَ الإحساس الصعبةَ من بنوك الأفـئدة وتنسحبين ،، تنسحبين دونما أثر !!هكذا دأبك ، وتتـحـايلين على شُرطة الحدود على امتداد إقليــم الـرّوح ، لتُـنبئي الألـباب الـمُراودةَ لـك،أنك وَلَجْـتِ لُبَّ فُلان، كسّرت قضبانهْ،شوّشت وثائقهْ ، واقتنيتِ بعضَ جواهرهْ ،، تكتُبين كل ذلك في صـحف الأيام ، وقد تساعدك أيادي آدميّةُ النّسب ،، تُعينك بأناملها والمحابر ، تُساعدك في تقييد مسروقاتك منها ، وتسجيلها في ثوب روايات ستُقرأ، وأشعارٍ ستُلقى ، ولا تَعِدين بالإيّاب ، وتظل مواعيد " عُرقوبٍ " هي مواعيدك ،، وتَبْقَيْـن أبَدَ الدنيا ،، أبدَ الأخرى ، لحظةَ إبداع !!الأبيض سيدي الشيخ في: يناير 1987
* نشرت بأسبـوعية أضواء ( ركـن مسالــك الإبداع ) في: 24/08/1989 * بملحق ( أدب و فكر ) بجـريدة الجمهـــــورية في:11/01/1990 *بأسبوعية الشروق العربي ( ركن منتدى المحبة ) في: 08/04/2002 ، العدد: 500 ، تحت عنوان/ خجولة أنت تُشهرين الفتنـة .********************
يا طيفها ... خذ بيدي !!
" عبثا أحمل حفنة من الفواصل والنقـاطلأفصل بين جُمل قِصّتنا المُتـــــشابكــــةفأضعَ فاصلة بعد كل جرح ، ونقطة بعد كل مستحيل " الشاعرة الروائية/ أحلام مستغانمي "إرتشفتُ غيرَما جُرعة من وعاء الشّوق ، لكن رشفة واحدة ـ وإن كنتُ على عَجَل ـ ، من قدح الشوق إليــكِ أزاحتِ الــلّثام عــنكِ ، فلا أنتِ ( عَزّهْ ) ، حتــّى أنافس كُـثَيّراً فيك ، لــستِ ( ليلى ) ، حتّى أكنّى بـمجنونك ، ولا أنتِ ( ولاّدهْ ) ، فيكون لي اعتبار لدى المُستكفي !!إنك يا أنتِ نسيجةُ وحدك ، قد أوتيتِ من لـــــدنّي خافقا يُسمعـك في كل بُـرْهَةٍ وأخرى ، أحـسن اللّــحنوأعذب النّغم ،، في سـكون الـليل ، فـي الغدوّ والآصال ، يَفتح قُفْلَ مُخيلتي طَيْفُـكِ الحامل لأوصافك !! اعتدتُّ مُلاقاتِه حين يُسدل اللـيل جُـفونهْ ، وتـنام العـيون ،، واعـتدتّـه حـيـن انـبـلاج صُـبح هذي البلاد التي احـتوتني ، وعـند الغروب ،، البلاد التي ارتأتْ في نفسها الفاتنة التي ما بعد قَدِّها ، قَدٌّ ،، و لا بعد طَـلْـعَتِهَا ، طَـلعهْ،، تصوّري أنها تَرُومُ ابتلاعي، تناستْ أنك في مثل حسن الخال على خَدِّ ذاكرتي !!إنـني حاديك يا ملاكي ،، أرضعتِـني حُبّكِ ممزوجا بِمُناغاتك ، هَشَشْتِ على كاهلي المُـقِـلِّ لـروحي ، بأكثر من عصاً واحدةٍ ، من عـصوات تـوجيهك وإرشادك !!سَاوَرني كثيرٌ من الظّن ، أن قد يأخذ بي إلى مَرْتَعِ الطائرات ، حيث الوجـوهُ الـوافدةُ من هذي البلاد ، تلك الصحاري ، هاتـيك الوِهـاد ،، وجوهٌ اسْـتَوْطَنَتْهَا بذور الحنين ، فراحت تَفُـضّ ما ضمّه بريدُ النّوى من أنباء ( عَبْلَتِهَا ) ، ( بُثَيْنَتِهَا ) ،، و ( لَيْلاَهَا ) !!لم أعِب عـليها ذاك ، لأنني مُبْـتَـلٍ بكـل ذلـك مُمثّلاً فيك ،، بُـراق طيفك يا سَـنَايَ يتخطّـف بصري ،، أجدُه جميعَه شفاها نابسة بألفاظٍ تُضاهي لـفـظَ اللقاء ، وفي مثل اللّمح بالبصر ، أجِـدُني عند بابك دونما تَذْكِرهْ ، رغم المسافة القاهرة لسائلي عنك ،، المقيم في أحشائي ،، الباسطِ راحتيْه ليبلغ ذكرياتي فيُحاورَها ،، ذكرياتي المُحَـنّطَـةَ بِـمَـرْهَـمِ رعايتي ،، ذكرياتي التي تُلاقيها أسوارك كَيْمَـا تــــــأتي، فَــــتَقُصَّ علــي قَصَصـــًا إلـــــتقمها حوتُ أحشائي ، فاستحالت إلى نوتة حنين تترنّم بإيقاعها البلابل على أفنان عمري !!ألاقي في منعطفات إقليمِـكِ أياماً لها في نفسي أكثر من فعلِ اللِّحاظ والأسهمِ ،، أكثر من نحْتِ ناحتٍ عليها ، وهي الرّءوم ،، وهي المُـلبّية لأمر كُلّ إشارة تَـبْدُرُ من حاجِـبَيْـكِ ، أو فِيكِ ،، أوْ من واحدٍ من أفراد طاقَمِ يديْك !! أجوب السّبل على جناح الطيف، أعني طيفَكِ أنتِ ، يا أنتِ ، أمعنُ نظري في قَسَمَاتِ معالِمِك ، شُبّانِك ،، شابّاتك ، فملامحِ قاطنيك ،، تبتسمُ سريرتي لما ترى فلاّحيكِ وهم مُـشمّرون ،، مُمتـطون بـحر الغـيث الذي ذرفته مُقَلُ الغمام ، لمّا لطمت كلتاهما الأخرى !!ناقوسُ نَشْوَتِهِمْ ـ يا طيفها ـ قد عَـشّـشَتْ رنّاتُه في أدغال دنياي ، هم يُحبون القَـطْـرَ ،، يُحبّون خُضرةَ الأيام ،، ألِفوا غيث الاخضرار وسط ربيع جَـزَائري النّـوفَمْـبَريِّ الـقُـطوف ، كما النّبيهُ حين يُحبّ فيهم مِنْهُـمُ كلّ سَمَيْدَعٍ ذي تَطَلّع !!أرشيف هُـويّـتُك ـ لو تدرين ـ ، قد حظيَ عندي بتمثالٍ غدا مع الزمن صرحا شاهقَ البُـنيان ، يَسُرّ الناظرَ ،، الفاغِـرَ فاه ،، كي يُقَـنّنَ مادّةً تقضي بحظر الكراهيهْ ،، كي يمدّني بسيارة بلا فرامل ، حتّى لا أسير على المُـعَـبّـدَةِ متباطئا ـ يا مسقط رأسي ـ ، وإن كنت أخشى الحوادث !! .وهران في: سبتمبر 1986
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ * نشرت بأسبوعية أضواء ( ركن مسالك الإبداع ) في: 24/05/1990* أسبوعية الشروق العربي ( ركن منتدى المحبة ) في:25/03/2002 ، العدد:498